محلي

الحرائق تتصاعد بين إيران وإسرائيل.. ودعوات لطهران كي تنهي اذرعها

أبوبهاء الصليحي

|
قبل 9 ساعة و 18 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

تدحرجت المنطقة العربية إلى حرب إيرانية إسرائيلية مؤجلة بين الرأسين المتنافسين على النفوذ والمتسببَين في الخراب والحرائق، وأمكن للعالم ان يشاهد الانفجارات المدوية والانهيارات البنيوية والتصاعدات الدراماتيكية المتسارعة؛ رغم ضآلة أرقام قتلى الطرفين؛ مقارنة بأرقام صادمة لضحايا غزة.

هي حربٌ شاملة بين إيران والكيان الإسرائيلي؛ ومواجهة غير مسبوقة، ليس من حيث الضربات النوعية فقط وسِجالها التدميري المتبادل، بل ومن حيث التكنولوجيا المستخدمة فيها، وعلى رأسها تقنيات الذكاء الاصطناعي والتجسس الإلكتروني الخارق لتنفيذ مهام قاتلة عن بُعد؛ لتبدو حرباً سيبرانية بامتياز قبل أن تكون ميدانية؛ تفوّق فيها الإسرائيلي بعنصر المباغتة؛ واصطياد قيادات عليا وعلماء نوويين، وتوظيف عملاء لتنفيذ عمليات من داخل إيران، وتعطيل منظوماتها الدفاعية، والوصول لمواقع برامجها النووية، واستخدام احدث الطائرات في العالم لتنفيذ هجمات مدمرة،، ما تسبب في إرباك طهران واختلال توازنها للوهلة الأولى.. فيما تفوق الطرف الإيراني بسرعة امتصاصه للصدمة، وكثافة صواريخه ومسيراته وتوسيع طلعاته المتوالية، لتشمل جميع المدن المحتلة، ما تسبب في إرباك العدو وإجهاد قبته الحديدية.

حربٌ متأخرة؛ لطالما تمنى الكثيرون اندلاعها منذ سنوات؛ وتهربت منها ايران طويلا.. فقد ظلت منذ حرب عراقية إيرانية قديمة تتجنب أية حرب جديدة على ارضها؛ لحرصها على دماء مواطنيها وسلامة مقدراتها ومصالحها ورفاهية شعبها، مفضلة ترك حروبها لأذرع طائفية غرستها في خاصرة المنطقة، وتحريكها لإشعال حرائق نيابة عنها في اليمن ولبنان والعراق والشام لتمزيق مجتمعاتهم واسترخاص دمائهم خدمة لأجنداتها، وتهديد المصالح الدولية المتعارضة معها في المنطقة، وإعداد أذرعها ليدافعوا عنها في حرب كهذه وحمايتها من تكالب صهيو أمريكي غربي ظلت تتوقع حدوثه منذ أن استفزت العرب في بداية الثمانينيات وقررت تصدير ثورتها لبلادهم، وتقديم نفسها كقوة إقليمية بديلة، وبدأت استعراض عضلاتها عبر التحرش بالعراق في حرب عبثية طالت 8 سنوات للاستيلاء على شط العرب وابتلاع خليج عربي ما تزال حتى اللحظة تسميه الخليج الفارسي، ولا مانع من تقديم نفسها كداعمة للقضية الفلسطينية لكسب تعاطف العرب معها، وساعية لتحرير أرض عربية محتلة لم تطلق لنصرتها رصاصة واحدة من أراضيها؛ حتى خلال مذبحة غزة المروعة!.

ربما من حسنات هذه الحرب أنها فقط أفرحت شعبا فلسطينيا معذبا لطالما تمنى مشاهد كهذه توجع سفاحيه؛ وتشغلهم قليلا عن طحن غزة وتشفي غليل بشر يتعرضون للإبادة قتلا وتدميرا وتجويعا وتهجيرا على يد وحش مغتصب لأرضهم وممتلكاتهم؛ ورافض لحقهم في الحرية والاستقلال والدولة.

في حسابات الأمن القومي العربي قد يبدو البعبع الإيراني مهما جدا لتوازن الردع في المنطقة بحسب مراقبين؛ طالما بقي الإسرائيلي محتلا وقاتلا لشعب مستضعف واكبر خطر يتهدد المنطقة ويسعى لإيجاد شرق أوسط جديد يقوده سفاح غاصب، وتنفيذ أحلامه التوسعية من الفرات إلى النيل.. غير أن إيران فشلت في تقديم نفسها كسند مأمون لأشقائها العرب، فهل ستكون هذه الحرب درسا لها لإنهاء أذرعها التخريبية وتوجيه بندقيتها نحو عدو مشترك؛ واستغلال ثرواتها لازدهار المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية