محلي

مآزق الانقلاب و(فزعات) إسرائيل..!!

وسام عبدالقوي

|
قبل 3 ساعة و 58 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا أعتقد أن هناك أحد قلبه وحواسه وموقفه مع الانقلاب الحوثي خصوصا في الفترة الأخيرة، أكثر من إسرائيل..!! فالتدخلات الإسرائيلية بكيفياتها وأهدافها وحجم خسائرها وأيضا بتوقيتها الذي يجب التركيز عليه ووضعه في أولويات الملاحظة، كل ذلك يدل على أن إسرائيل أقرب إلى الحوثيين من إيران التي يفترض أن هذه الجماعة تعمل تحت إدارتها وبتوجيه منها، ضمن مشروعها العدواني الشامل الذي يستهدف المنطقة..!! ففي حين تتراجع وتتردد إيران حيناً بحين، وتحاول التهرب من دعم المليشيا الانقلابية، ولا تجرؤ على المشاركة المباشرة والتدخل العملي في دعم الجماعة، تبرز في الأحداث إسرائيل لتتولى القيام بذلك أمام أنظار العالم أجمع، أياً كانت الذرائع والمبررات التي تلجأ إليها للتقية لا أكثر..!!

ليست المرة الأولى التي تهب فيها إسرائيل لتصب نيرانها على صنعاء، في محاولة لتخليص العصابة الإرهابية من مأزق وضعت أو وجدت نفسها فيه..!! فللمرة الثالثة أو الرابعة تغير طائرات الصهاينة على اليمنيين، الذين بدأوا يدركون أنهم ما أن يصلوا إلى حالة غليان وغضب ورفض للانقلاب، حتى تأتي التدخلات الخارجية، التي تمثل حالة إغاثة وإنقاذ للانقلابيين وشاغلاً لافتاً للأنظار والاهتمام.. وقد تأتي تلك الإغاثات أو ما يمكن تسميتها بالمتناول الدارج (الفزعات) على شكل تدخلات سياسية أو إنسانية أو مشاريع اتفاقات لم يتفق عليها، أو حتى هدنات غير مسماة ومدركة، كما هو الحال منذ ثلاث سنوات.. وهذا بطببعة الحال ما كان يدار من كواليس إدارة الأزمة اليمنية، من قبل أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة..!!

بعد إقحام إسرائيل المباشر و(استجلابها عنوة) في أتون الأزمة اليمنية، وهو إقحام لا معنى ولا مبرر له، إلا كونه خطوة من خطوات المؤامرة التي يتعرض لها اليمن، أصبحت تلك الفزعات تأتي على شكل هجمات وغارات، يتضح في الأخير أنها لا تسفر عن شيء سوى تهدئة الغليانات والتحركات، التي قد تشكل قلقاً أو تهديداً للعصابة المنقلبة..!! وسواء كانت تلك التدخلات الإسرائيلية موجهة من قبل الأبوين غير الشرعيين لإسرائيل (أمريكا وبريطانيا)، أو حتى تقوم بها إسرائيل (من تلقاء نفسها)، فبالنظر كما سلفت الإشارة إلى التوقيت والكيفيات والنتائج، وحتى إلى (رد الفعل المدعى)، لا يمكن أن نسلِّم إطلاقاً بغاية، غير عمدية الإنقاذ، إنقاذ الحوثيين من مأزق يواجهونه..!!

في الأخير.. فإن على من لم يدرك ويقتنع ويُقنع إزاء كل هذا، وبعدما كل ما مر من أحداث وتدخلات، تكشف الأحداث والأحلاف على حقيقتها، عليه أن يراجع نفسه لئلا يرتكب إثم المشاركة في التآمر، ولا بأس إن راجع قبل ذلك سير الأحداث والتطورات في هذه الأزمة: كيف بدأت..؟ من أطرافها..؟ ثم كيف تبدلت مساراتها وموازين القوى والغلبة فيها..؟! ثم كيف أصبح حالها اليوم..؟! ليجد ببساطة أن تلك التطورات والتبدلات لم تسر في سياق واقعي وطبيعي، حتى في نظر الفطرة العقلية والذهنية البشرية البدائية، فما بالنا بمن لهم باع في قراءة الأحداث والوقائع السياسية والعسكرية، وحسابات المصالح المباشرة وغير المباشرة، التي تديرها السياسات الدولية اليوم..؟!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية