تشهد العاصمة المؤقتة عدن أوضاعًا مأساوية جراء السيول الجارفة التي اجتاحت المدينة السبت، متسببة بكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ أربعة عقود، وفق مصادر محلية ومسؤولين رسميين.
وأفادت المصادر بوصول موجة سيول ثانية عبر وادي الحسوة بعد ساعات من الموجة الأولى، التي تدفقت منذ الفجر قادمة من أعالي محافظتي لحج والضالع، ما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل خطير في مجاري الأودية والمناطق المنخفضة بمدينة عدن.
وأكد شهود عيان أن السيل الثاني أشد اندفاعًا، وسط تحذيرات من فيضان المجرى الرئيسي لوادي الحسوة، وتوسع رقعة الغمر المائي في الأحياء المجاورة.
من جانبه، أعلن مدير عام مديرية البريقة، د. صلاح الشوبجي، أن المديرية منكوبة بالكامل جراء السيول، مؤكدًا أن ما شهدته المنطقة يعد الأسوأ منذ 40 عامًا.
وقال الشوبجي إن السيول تسببت بغرق مئات المنازل، وإجلاء عشرات الأسر بعد أن حاصرت المياه منازلهم وغمرت الطابق الأول لبعضها، مشيرًا إلى أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية وممتلكات المواطنين.
وطالب الشوبجي السلطات الرسمية والمنظمات الدولية بسرعة التدخل العاجل لإنقاذ السكان وتقديم الدعم الإنساني والإغاثي الطارئ، في وقت تواصل فيه المياه الزحف وتهدد بمزيد من الخسائر البشرية والمادية.
الأهالي أطلقوا استغاثات عاجلة لإنقاذهم، فيما تبذل الفرق المحلية جهودًا محدودة في ظل غياب الإمكانيات لمواجهة حجم الكارثة.