حكمت محكمة بريطانية على شاب من بلدة روثرهام يُدعى الطاهري المشرقي، يبلغ من العمر 26 عامًا، بالسجن لمدة 20 شهرًا، بعد إدانته بسلسلة هجمات إلكترونية واسعة استهدفت مواقع حكومية ومؤسسات إعلامية ودينية، وأسفرت عن سرقة ملايين من بيانات تسجيل الدخول حول العالم.
وكانت الشرطة البريطانية قد داهمت منزله في أغسطس 2022، منهية موجة من الاختراقات امتدت من أمريكا الشمالية إلى الشرق الأوسط وإسرائيل. وكشفت التحقيقات أن المشرقي كان ينشط ضمن مجموعات قرصنة معروفة باسم "فريق العنكبوت" و**"الجيش السيبراني اليمني"**، اللتين اشتهرتا باستهداف مواقع حكومية وإعلامية للترويج لرسائل سياسية وأيديولوجية عبر تشويه المواقع الإلكترونية.
الفحوصات الجنائية للأجهزة التي ضبطت بحوزته أظهرت أنه اخترق مواقع حساسة من بينها وزارة الخارجية اليمنية، والإعلام الأمني في اليمن، وموقعًا إخباريًا إسرائيليًا، فضلًا عن استهداف مواقع دينية في الولايات المتحدة وكندا، بل وحتى مجلس مياه ولاية كاليفورنيا، ما تسبب في تعطيل كبير وخسائر مالية باهظة للضحايا.
وبحسب "الوكالة الوطنية للجريمة" في بريطانيا، كان المشرقي يسعى وراء الشهرة، إذ تفاخر في أحد منتديات القرصنة باختراق أكثر من 3000 موقع إلكتروني خلال ثلاثة أشهر فقط. كما سرب بيانات ضخمة، من بينها معلومات تخص أكثر من أربعة ملايين مستخدم على "فيسبوك"، إضافة إلى حسابات لخدمات مثل "باي بال" و"نتفليكس"، التي كان يمكن استغلالها في عمليات احتيال مالي.
المحكمة وجهت له تسع تهم بموجب قانون إساءة استخدام الكمبيوتر، وأصدر القاضي حكمًا بسجنه في 15 أغسطس الجاري.
وقال بول فوستر، نائب مدير وحدة الجرائم السيبرانية الوطنية:"هذه القضية تكشف حجم الأضرار التي تخلفها الجرائم الإلكترونية.
وأضاف "لقد تسببت هجمات المشرقي في تعطيل واسع للمؤسسات والمستخدمين، فقط لتمرير رسائل سياسية، فضلًا عن سرقته بيانات شخصية عرضت ملايين الأفراد لخطر الاحتيال."
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه بريطانيا تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة الجرائم السيبرانية. ففي يوليو الماضي، اعتقلت السلطات أربعة مشتبه بهم في لندن ومناطق أخرى بتهم شن هجمات إلكترونية على متاجر كبرى مثل "ماركس آند سبنسر" و"هارودز"، حيث قدرت خسائر الحادثة المرتبطة بـ"ماركس آند سبنسر" وحدها بنحو 300 مليون جنيه إسترليني.
كما شهد سبتمبر 2024 اعتقال المخترق "جون أندرياس ويك" (37 عامًا) من "بكهام" بعد استغلاله شبكات "واي فاي" عامة في محطات القطار لبث رسائل معادية للإسلام، وقد حُكم عليه في يوليو 2025 بالسجن 24 شهرًا مع إيقاف التنفيذ لمدة عامين.