تفاقمت معاناة مئات الأسر النازحة في مديرية حيس جنوب محافظة الحديدة، مع استمرار انقطاع المياه الصالحة للشرب منذ ما يقارب العام، في ظل غياب أي استجابة فعلية للنداءات المتكررة التي أطلقها السكان والمنظمات الإنسانية.
النازحون، الذين فرّوا من مناطق المواجهات المسلحة في غرب تعز وجنوب الحديدة، وجدوا أنفسهم في مواجهة أزمة عطش قاسية، حيث لا تتوفر في المخيمات أي شبكات مياه أو نقاط توزيع ثابتة، ما يضطرهم إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل بدائية لجلب المياه من مناطق نائية، وسط ارتفاع درجات الحرارة وتدهور الأوضاع الصحية.
يقول بعض النازحين إنهم يضطرون لجمع مياه من آبار سطحية أو مجاري مائية ملوثة، ما يعرّضهم لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عبر المياه، خاصة الأطفال وكبار السن.
وأضافوا أن تكلفة شراء المياه من الصهاريج المتنقلة تفوق قدرتهم المالية، في ظل انعدام فرص العمل وارتفاع الأسعار.
مصادر محلية حذرت من أن استمرار انقطاع المياه في مخيمات حيس قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأوبئة، خصوصًا مع قرب موسم الأمطار الذي يزيد من مخاطر التلوث.
وطالبت هذه المصادر الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والإنسانية بسرعة التدخل عبر توفير حلول عاجلة مثل نقاط مياه متنقلة أو حفر آبار مزودة بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية، إلى حين إيجاد مشاريع مستدامة لتأمين المياه.
ورغم تعدد المناشدات خلال الأشهر الماضية، لم تشهد المنطقة أي تدخل ملموس، ما يثير استياء السكان ويجعلهم يشعرون بأن معاناتهم خارج دائرة الاهتمام، في وقت تتركز فيه جهود الإغاثة في مناطق أخرى من البلاد.