منوعات

وسط استنفار صحى واسع| موجة وبائية جديدة فى الصين ما حقيقة خطر "شيكونجونيا"؟

|
قبل 5 ساعة و 22 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

سجلت الصين خلال الأسابيع الأخيرة أكبر تفشٍّ لفيروس "شيكونجونيا" منذ عقدين، حيث تجاوز عدد المصابين حاجز 7000 حالة مؤكدة في مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية، لا سيما في مدينة فوشان، وفق ما أفادت به تقارير صحفية دولية ومصادر صحية صينية رسمية.

وحسب صحيفة التايمز أن الفيروس الذي يُنقل عبر لدغات البعوض، يتسبب بأعراض حادة أبرزها الحمى المفاجئة، وآلام المفاصل الحادة، والطفح الجلدي والإرهاق العام، وفي بعض الحالات، قد تستمر آلام المفاصل لعدة أشهر، مسببة معاناة مزمنة للمرضى، لا سيما كبار السن والأطفال أو من يعانون أمراضًا مزمنة.

استجابة طارئة وقلق متصاعد


ومع تصاعد عدد الإصابات، أعلنت السلطات الصينية عن حالة استنفار صحي موسعة في مناطق التفشي، شملت إنشاء مراكز عزل خاصة، ونشر حملات لرش المبيدات، وإطلاق تحذيرات موسعة حول تجفيف أماكن تجمع المياه الراكدة.

وقد شُكلت فرق صحية خاصة لمراقبة العدوى، فيما تم تنظيم مؤتمر وطني في بكين لتنسيق الجهود الحكومية، تحسبًا لانتشار الفيروس إلى مناطق أخرى داخل البلاد، أو تحوّله إلى تهديد عابر للحدود، في ظل مخاوف من انتقال العدوى عبر السفر الدولي.

وترافق التفشي مع موجة من الطقس الحار والرطب ساهمت في تكاثر البعوض الناقل، ما زاد من صعوبة احتواء الفيروس خلال فترة قصيرة، رغم الإجراءات الصارمة المتخذة.

تحذيرات دولية وتحركات رقابية

على الصعيد الدولي، كشفت تقارير صحفية عن أن مراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية (CDC) تدرس إصدار تحذير سفر للصين، بينما دعت منظمة الصحة العالمية إلى متابعة دقيقة للوضع، خصوصًا أن "شيكونجونيا" انتشر خلال السنوات الماضية في مناطق متفرقة من آسيا والمحيط الهادئ، بل وسُجلت حالات وافدة في أوروبا.

وتأتي هذه المخاوف في ظل عدم وجود علاج نوعي للفيروس حتى الآن، إذ تعتمد التدخلات الطبية على التسكين والدعم العام للجسم، مثل مسكنات الألم وخافضات الحرارة، بينما لا يزال اللقاح الخاص بالفيروس في مراحل تطوير وتجريب محدودة لدى بعض الدول.

فيروس تحت المراقبة المشددة وأبرز المعلومات عنه 

يعكس الانتشار السريع لشيكونجونيا في الصين التحديات المتزايدة أمام الأنظمة الصحية في مواجهة الأوبئة المتنقلة عبر الحشرات، لا سيما في ظل تغيّرات مناخية تدفع نحو مزيد من التكاثر للبعوض الناقل، وتزيد من فرص انتشار أمراض استوائية في مناطق غير معتادة.

ورغم أن نسبة الوفيات جراء الفيروس تبقى محدودة، إلا أن الآثار الصحية الممتدة على المرضى، وضغط العدوى على القطاع الصحي، تجعلان من هذا التفشي إنذارًا مبكرًا بضرورة تحديث آليات الاستجابة، وتعزيز برامج الرقابة البيئية، خاصة مع اقتراب مواسم الأمطار والعواصف في جنوب الصين.

بينما تتجه أنظار المجتمع الدولي إلى أماكن النزاعات أو النزوح الإنساني، يأتي فيروس شيكونجونيا ليذكّر بأن التهديدات الصحية لا تزال عابرة للجغرافيا، وتستدعي يقظة مستمرة، وتعاونًا إقليميًا ودوليًا لتعزيز استراتيجيات الوقاية، والاستجابة الفعالة في وجه أوبئة العصر.

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية