محلي

الخلاص من الانقلاب هو السلام الحقيقي لليمنيين

وسام عبدالقوي

|
11:48 2025/04/29
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يلهج بعض القيادات والشخصيات المحسوبة على جماعة الحوثيين في اللحظة الراهنة، بفكرة السلام والتفاهم والتقارب بين كافة القوى السياسية، تحت شعارات ومقولات وأفكار مثالية، مقدمين ما يعيشه اليمنيون من حال بائس كسبب ملح للتهدئة وإيجاد مخارج أو حلول سياسية للأزمة اليمنية، والمدقق في منصات التواصل والإعلام، يلاحظ التركيز من قبل عدد كبير من المسئولين والناشطين هنا وهناك على فكرة التهدئة والبحث عن قنوات ووسائل اتصال وتواصل بين الأطراف من أجل مصلحة الوطن والمواطنين، كما يدعون..!!

وتنشط هذه الحركة المنظمة حاليا متوازية مع الأنباء المتواردة، حول تحركات دولية وإقليمية، يقودها المبعوث الأممي في المنطقة، باتجاه مسار التهدئة، وهو بطبيعة الحال المسار الذي تعودنا أن تظهر علاماته، كلما أدركت العصابة الانقلابية ضعف موقفها وانحشارها في زاوية ضيقة، تتراجع فيها حيل موقفها وتنفد أو تكاد تنفد فيها خياراتها.. وبما أن هناك أطرافاً إقليمية ودولية بل وحتى داخلية أيضاً يخدمها استمرار انقلاب هذه العصابة وتوجه السلام والتهدئة الذي يؤدي إلى ذلك الاستمرار، فإن الجماعة ونظرا لتكرار الحال تثق في أن تلك القوى ستكون داعما قويا لتجسيد وتمكين ذلك الخيار..

وبالنظر للموقف الذي تعيشه المليشيا الإرهابية اليوم، خصوصا مع الهجمات التي تتلقاها من قبل قوات الجو والبحر الأمريكية، نجده موقفا يستدعي أن تدفع المليشيا بكل جهودها نحو التهدئة واستمرار الهدنة غير المسماة، التي قاربت الثلاث سنوات، والتي مثلت فرصة للانقلابيين ليس لتقوية صفوفهم وحسب، بل أيضا لفتح ملفات وقضايا إقليمية حساسة يحاولون في ميادينها امتطاء صهوات القومية والفدائية والقضايا العربية المزمنة والشائكة، كالقضية الفلسطينية على سبيل المثال، في محاولة منهم للتهرب من استحقاقات المواطنين تحت سلطتهم من جهة، وكسب التأيد والمناصرة لتواجدهم على مستوى الداخل والخارج..

لقد انشغلت المليشيا طوال السنوات الثلاث الأخيرة بتمكين نفسها ووجودها وتلميع الغبار من على سطوح مشروعها القادم من مقابر التاريخ، والذي لم يعرف منه سوى الجشع والطمع في المال والسلطة، وبالرغم من ذلك الانشغال والتركيز، لم تحقق نجاحا كبيراً على المستويين المحلي والخارجي.. فيما توفرت خلال ذلك الانشغال المساحة المناسبة لقوى الشرعية لتعيد ترتيب أوراقها وصفوفها، في معظم محاور التمركز ومواقع المواجهة مع المليشيا، في وقت أضعفت وأربكت الهجمات ما تبقى من انتظام في صفوف المليشيا القتالية، وهذا ما يوفر فرصة لإنهاء هذا الانقلاب والتخلص من هذه المليشيا الإرهابية.. والتأكيد على أن السلام الحقيقي اليوم لدى كل اليمنيين هو الخلاص من هذه الجماعة المجرمة وانقلابها المهين المشين..

يجب أن ندرك جميعا، وفي مقدمتنا كيمنيين قوى الشرعية، أننا اليوم أمام لحظة حاسمة بإمكانها أن تغير كل تفاصيل الواقع اليمني الحالية، وتنقذ الوطن من العبث المدمر الذي أحدثه ولا يزال يحدثه هذا الانقلاب.. ويجب بالضرورة عدم الالتفات لأية بادرة تشي بالسلام والتهدئة من قبل المليشيا الإرهابية، اعتمادا على تجارب سابقة كثيرة، لم تنجح أو بالأصح لم يسمح لها الانقلاب بالنجاح، بقدر ما كان يستغلها، إما لكسر حماس خصومه، أو لاستعادة أنفاسه وتقوية صفوفه ومواقفه..!! وبالتالي فإن على الشرعية أن تقفل كل حواسها تجاه أية دعوة سلام وتهدئة في الوقت الراهن، وأن تجعل مشروعها الأوحد هو استغلال هذه اللحظة وإنقاذ اليمن واليمنيين من لوث هذا الانقلاب وكل من يقف وراءه.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية